يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قراءة في قصة (السجينة) للكاتبة وزنة حامد بقلم يوسف

قارب الترحيلات' يبحر بنا إلى مختارات من القصة اليابانية الحديثة

الشاعر المبروك أبو درهيبة نجح بالهرب من قوات القذافي

شاعر الثورة ينقل أحداث "التحرير" على cbc

كاتب جزائري يهدد بحرق كتبه لتردي الثقافة

دستور جديد للمثقفين المصريين

من المسئول عن تعطيل التحقيق فى فضيحة مهرجان القراءة للجميع

يوم يابانى مصرى فى "ثقافة الطفل" بجاردن سيتى

المواطنة الواقع والمستقبل" ندوة بقصر ثقافة السلام

الأحد .. محاضرة " تكريم المرأة في الإسلام " بالمطرية

معرض للكتاب الإلكترونى فى "الطائف" بالسعودية

زيدان: حالة "المياعة" بالشارع المصرى تفرز نتائج لا يُحمد عُقباها

زيدان: حالة "المياعة" بالشارع المصرى تفرز نتائج لا يُحمد عُقباها

من المسئول عن تعطيل التحقيق فى فضيحة مهرجان القراءة للجميع

يوم يابانى مصرى فى "ثقافة الطفل" بجاردن سيتى

المواطنة الواقع والمستقبل" ندوة بقصر ثقافة السلام

الأحد .. محاضرة " تكريم المرأة في الإسلام " بالمطرية

معرض للكتاب الإلكترونى فى "الطائف" بالسعودية

إيليا أبو ماضى ... شاعرالتفاؤل والأمل

by مجدى نيوز · 0




إيليا أبو ماضى ... شاعرالتفاؤل والأمل


إيليا أبو ماضى ... شاعرالتفاؤل والأمل


اشتهر بتفاءله وحبه للطبيعة والجمال


بوابة الوفد : كتب- علي عبد الودود


عالمٌ جديدٌ فسيحٌ للثقافة العربية أنشأه الأدباء المهاجرون في موطنهم الجديد البعيد .... لذا نقابل اليوم فارسًا من أدباء المهجر، وشاعرًا ممن تربعوا على قمة الشعر العربي في هذه البلاد, إنه شاعر الأمل والتفاؤل "إيليا أبو ماضي" الذي حملت قصائده روح الشرق وهمومه وهو في أقصى الغرب، وكأنه شجرة أرزٍ لبنانية غُرست على ضفاف الميسيسيبي.


إيليا أبو ماضي هذا الشاعر الغزير الإنتاج الذي خلَّف لنا عدة دواوين شعر تذخر بالمشاعر الوجدانية، وتفيض بالأحاسيس الرقيقة الراقية؛ وأهم هذه الدواوين "تذكار الماضي"، و"الجداول"، و"الخمائل" .. و"تبرٌ وتراب".


فقد كانت هذه الإبداعات نتاج فتراتٍ زمانية متعاقبة ومحطاتٍ مكانية متنوعة في حياة شاعرنا، فمن جبال لبنان إلى شواطئ الإسكندرية إلى طرقات نيويورك؛ لكنه لم يَنْسَ قط الشرق العزيز ولبنان الحبيب .


ولد إيليا ضاهر أبو ماضي 23 نوفمبر 1889-1957 بلبنان وهو شاعر لبناني معاصر من شعراء المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد  الثالث في شهرته كواحد من شعراء المهجر بعد جبران ونعيمة؛ حيث يزخر شعر أبي ماضي بالتفاؤل والإقبال على الحياة بإسباغ الجمال على البشر والطبيعة، ويستثنى من ذلك درته الشهيرة "الطلاسم"؛ وكمعظم المهاجرين يتصف بالجرأة في التعامل مع اللغة ومع القالب العمودي الموروث .


نشأته


نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة.


وعندما اشتد به الفقر في لبنان رحل إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ، وهناك التقى بأنطون الجميل الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فأعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة فنشر أولى قصائده بالمجلة، ثم توالى نشر أعماله إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه "تذكار الماضي" وصدر في عام 1911م؛ وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر 22 عاما.


اتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى أمريكا عام 1912 حيث استقر أولا في مدينة "سنسناتي" بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي "بروكلين"، وشارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.


العوامل المؤثرة في شعره


أحاطته الطبيعة في طفولته بأشكال الجبال الخضراء والجداول والطيور المغردة للجمال، فتعلم حب الطبيعة وتعلق بمناجاتها، كما أن نشأته في قسوة الفقر جعلت منه رسولاً للفقراء، فكتب دوماً عن المساواة الاجتماعية.


وكان التشرد في الغربة ثاني العوامل المؤثرة في اتجاه أبي ماضي، فمن التشرد إلى تعلم الوفاء للوطن، فأغزر في الشوق اليه والعناية بطيفه الباقى في قلبه؛ والاختلاط بالنخب؛ ففي المهجر كان أبو ماضي منغمساً في علاقته برواد النهضة العربية وقادة الفكر التحرري الأدبي فاستفاد منهم، وبنى منهجه الشعري وأسلوبه الأدبي.


أصدر ديوانه الأول عام 1910 م باسم "ديوان ايليا ضاهر أبو ماضي" بجزأين ثم ديوان "تذكار الماضي" في مصر عام 1911 م تقريباً وهو يحتوي على خمس عشرة قصيدة في مواضيع وطنية ثم توالت دواوينه في المهجر "الجداول" 1927 م و"الخمائل" 1946 م. ثم "تبر وتراب" واشتغل بالصحافة فحرر عشر سنوات في جريدة "مرآة الغرب" ثم أصدر جريدة "السمير" في نيويورك؛ وكانت من أوسع الصحف انتشاراً في المهجر.


يعد ايليا أبو ماضي صورة صادقة لمدرسة المهجر في الشعر العربي وثمرة لها؛ تأثر بالمتنبي والمعري وأخذ من أبي العلاء شكه في أصل الوجود والبعث والنشور؛ كما تأثر بتشاؤمه ثم تحول عن هذا التشاؤم ودعا الى التفاؤل كما تأثر بالشاعر "أبو نواس"؛ وقد تأثر بمذهب الرابطة القلمية في الشعر فتخلى عن الطابع الكلاسيكي القديم الذي يهتم بالألفاظ والأوزان أكثر مما يهتم بالمعاني والأفكار؛ وشغف بشعر الطبيعة والحب والجمال.


كما تأثر بجبران ونعيمة ورفاقهما, وأبرز خصائص شعر أبي ماضي هو شعر الشك والتفاؤل وهو من الآخذين بنظرية عمر الخيام: التمتع بالحياة قبل غروبها والتملي من خرير الجداول وأريج الأزهار.


القصة الشعرية عند إيليا أبي ماضي


من أشهر ما برع في القصة الشعرية ولا سيما الأسطورية؛ فقد امتلأت دواوينه بهذا اللون من الشعر وبعض قصائده كانت تأتي طويلة منوعة القوافي وأحياناً منوعة الأوزان أيضاً مثل "الحكاية الأزلية" و "الشاعر والسلطان الجائر" و "أمنية الهة" و "الشاعر في السماء" و "الأشباح الثلاثة" و" الشاعر والأمة" و"المجنون" و كثير غيرها.


وبعضها الآخر كان يأتي مقطوعات قصيرة، فيها الحكمة والعبرة والعظة الأخلاقية أو الاجتماعية مثل "التينة الحمقاء" و"الضفادع والنجوم" و"الحجر الصغير" و"العير المتنكر" و "الإله الثرثار" وقصائد أخرى متعددة.


أهم الأعمال


تفرغ إيليا أبو ماضي للأدب والصحافة، وأصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها:


• "تذكار الماضي" (الإسكندرية 1911): تناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم، عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده.


• "إيليا أبو ماضي" (نيويورك 1918): كتب مقدمته جبران خليل جبران، جمع فيه إيليا بين الحب، والتأمل والفلسفة، وموضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار رومانسي حالم أحياناً وثائر عنيف أحياناً أخرى، يكرر شاعرنا فيه تغنيه بجمال الطبيعة.


• "الجداول" (نيويورك 1927): كتب مقدمته ميخائيل نعيمة.


• "الخمائل" (نيويورك 1940): من أكثر دواوين أبي ماضي شهرةً ونجاحاً، فيه اكتمال نضوج إيليا أدبياً، جعله شعر التناقضات، ففيه الجسد والروح، والثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال.


• "تبر وتراب"


• "الغابة المفقودة"


في دراسة شعره


يطلق عليه النقاد شاعر الأمل والتفاؤل (قال السماء كئيبةً وتجهمَ، قلت ابتسم يكفي التجهم في السما، قال الصبا ولّى فقلت له ابتسم، لن يرجع الأسف الصبا المتصرّما) كان الجمال حاضراً في أغلب أعمال أبي ماضي، وامتاز بعشقه للطبيعة (يا ليتني لصٌ لأسرق في الضحى، سرَّ اللطافة في النسيم الساري، وأَجسَّ مؤتلق الجمالِ بأصبعي، في زرقة الأفقِ الجميلِ العاري) وجعله قريناً بكل شيء.


كما لم ينس أوجاع الفقراء والمسحوقين فكتب لهم كثيراً وجعلهم من ثوابت قلمه المبدع؛ أما الوطن فلم يغب فكان لبنان محور يوميات ايليا أبي ماضي، (اثنان أعيا الدهر أن يبليهما، لبنان والأمل الذي لذويه) وأجاد مع الحرب العالمية في ترجمة الحنين إلى العائلة والأرض شعراً: (يا جارتي كان لي أهلٌ وإخوان، فبتت الحرب ما بيني وبينهم، كما تقطع أمراس وخيطان، فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم، وكل ما حولهم بؤس وأحزان، وكان لي أمل إذا كان لي وطن)


نصل إلى الحب فكانت تجارب أبي ماضي قاسيةً عاطفياً، ولكنه احتفظ بالأمل الذي لم يفارق كتاباته، فكان يخرج دوماً حالماً مبرراً القسوة والانكسار جاعلاً منه قلعة تفاؤل وتمسك بالحب، رغم أنه لم ينف الحزن في قلبه، الا انه ميزه عن اليأس، (إنما تلك أخلفت قبل ليلين من موعدي، لم تمت لا.. وإنما أصبحت في سوى يدي).


فلسفته


إيليا أبو ماضي، هو الشاعر الفيلسوف، كان ذي رؤيةٍ فلسفية لكل شيء، فله في الموت فلسفة وفي الكون والوجود، وفي السياسة وفي المجتمع وفي الحب، آمن أن الإنسان خالد وأن الموت ليس آخر المطاف، بل تكملة للمسيرة، وشارك جبران خليل جبران في ايمانه بالتقمص والعودة بأشكالٍ حياتية أخرى، خصص مساحةً من شعره للماورائيات، عادى التعصب والطائفية، ونبذها في قصائده مبشراً بديانة الإنسان!


من شعره


كتب إيليا أفضل شعره وهو في المهجر وهذه بعضها:


كم تشتكي


كم تشتكي وتقول إنك معدم                  والأرض ملكك والسما والأنجم


ولك الحقول وزهرها وأريجها              ونسيمها والبلبل المترنم


والماء حولك فضة رقراقة                   والشمس فوقك سجدك يتضرغم


والنور يبني في السفوح وفي               الذرى دورا مزخرفة وحينا يهدم


هشت لك الدنيا فمالك واجم                  وتبسمت فعلام لا تتبسم


ان كنت مكتئبا لعز قد مضى               هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم


أو كنت تشفق من حلول مصيبة             هيهات يمنع أن تحل تجهم


أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل              شاخ الزمان فانه لا يهرم


نظر فما زالت تطل من الثرى             صور تكاد لحسنها تتكلم


ابتســم


قال: السماء كئيبة، وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما


قال: الصبا ولّى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما


قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما


خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟


قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما


قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما


أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما


قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما..


أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما


قال: العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟


قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما


قال: المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى


وعلي الأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما


قلت: ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما


قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما


فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما


أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما


يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما


فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما


قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما


قلت: ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما


وفاته:


توفي بنوبة قلبية أسكتت قلبه المرهف بالشعر في  نوفمبر 1957.

الاتفاق على تنفيذ برنامج ثقافى مصرى ليبى مشترك فى مجالات متعددة

by مجدى نيوز · 0




الاتفاق على تنفيذ برنامج ثقافى مصرى ليبى مشترك فى مجالات متعددة


بوابة الاهرام : أ ش أ26-11-2011 | 20:55 111  


 


الاتفاق على تنفيذ برنامج ثقافي مصري ليبي


صرح المستشار الثقافي المصري بالعاصمة الليبية طرابلس الهلالي الشربيني بأنه تم الاتفاق على البدء في تنفيذ تعاون ثقافي مصري ليبي مشترك خلال الفترة المقبلة.


وقال الهلالي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إنه عقد لقاء مع رئيس الهيئة العامة للمسرح والفنون والسينما الليبية وتم الاتفاق مع الجانب المصري على دعوة شخصيات مسرحية مصرية للحديث في المجال السياسي والثقافي، بالإضافة إلى استضافة فرقة للإنشاد الديني، وفرقة للفنون الشعبية، وفرقة للموسيقى، وذلك للمشاركة في اليوم العالمي للموسيقي.


وأضاف أنه تم التعاون بين الجانبين المصري والليبي في مجال التعليم كذلك، وتدريب المعلمين الليبيين وتطوير المناهج والتقويم التربوي، وكذلك الاتفاق والتعاون بين مركز ضمان وجودة التعليم الليبية، والهيئة القومية لضمان جودة التعليم المصرية.

بيان اتحاد الكتاب بشأن الممارسات الوحشية ضد المعتصمين في ميدان التحرير

by مجدى نيوز · 0




بيان اتحاد الكتاب بشأن الممارسات الوحشية ضد المعتصمين في ميدان التحرير


 


بيان اتحاد الكتاب


بشأن الممارسات الوحشية ضد المعتصمين في ميدان التحرير


لايملك اتحاد كتاب مصر ؛ بلجانه وأعضاء مجلس إدارته وأعضاء جمعيته العمومية ؛ إلا أن يعرب عن استيائه البالغ وإدانته الصريحة لممارسات العنف والقهر والوحشية ؛ التي يندى لها الجبين ؛والتي بلغت ذروتها فجر السبت الماضي  بأحداث  دامية مفتعلة  حين شاركت قوات الشرطة والجيش في جريمة البطش بفئة قليلة من المسالمين المعتصمين بالميدان لا ذنب لهم ولا جريرة إلا المطالبة بما يرونه حقا مشروعا لهم ونتج عن هذه الوحشية غير  المبررة مصرع ما يقرب من ثلاثين شهيداً حتى الآن ؛ وما يزيد عن الألف مصاب من أبناء مصر الثائرة .


إن الدم المصري الذي أريق في هذه المأساة التي اصطنعها الحريصون على الإفادة منها  وتوظيفها في إطار مصالحهم الضيقة. كان أجدى أن يهرق على حدود الوطن كما كان دائما.. لقد أصبح هذا الدم الغالي رخيصا مباحا لدى أولي الأمر ممن يتحكمون في أقدار مصر  منحرفين  عن جادة الطريق الذي شقته ثورة الخامس والعشرين من يناير ؛ هذا الدم أكرم وأنبل من أن يراق إثما وعدوانا ؛ وهو إذ يلطخ أيدي من سفكه يصرخ مطالبا بأشد القصاص ممن أراقه .


لم يكن غريبا مع مماطلة المجلس العسكري وتقاعسه عن استكمال دوره الوطني الذي طلع علينا به في الأيام الأولى للثورة ؛أن تعود فئران السفينة من الفلول بأقنعة جديدة ؛ حيث اختلط الحابل بالنابل ؛ في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ مصر 0 حيث انتظرت مصر شهورا تسعة ؛ ولم يتمخض الجبل العسكري إلا عن وعود مراوغة  وممارسات مضللة  !!.. انتظرت مصر طويلا وأهدر من عمرها وطاقاتها الكثير.. بل تم نهب ثورتها التي أبهرت العالم في بواكيرها الطموح ؛ حين تعمد المجلس العسكري ووزارته الورقية المتهالكة العمل على ترهل الثورة وتفريغها من أثمن مقوماتها بإيجاد وابتكار مسارات وحلول وهمية وأساليب ملتوية ؛ لم تخدع إلا صانعيها.. وكان الشعب المصري – وهو الحقيقة المؤكدة والدامغة للطغاة ؛ الراسخة على مدار التاريخ – كفيلا بكشف تلك الألاعيب وتعريتها متصديا لها في بطولة نادرة.


لقد ارتفع صوت الحكماء من أبناء مص بالعديد من الرؤى والاقتراحات كان من الأجدى أن يصغي إليها المجلس العسكري ويناقشها ويتبنى منها ما يسمو بمصر عما هي فيه.. بدلا من أن يستبدل الحكمة بالسوط ؛ والعقل بالرصاص الحي والمطاطي  والرؤية الواضحة والرأي بضبابية دخان القنابل المسيلة للدموع والمغيبة للوعي !! واتحاد الكتاب يضم صوته إلى تلك  الأصوات الحكيمة التي تنادي بضرورة إعادة النظر في مسار العملية السياسية. وضرورة تشكيل جمعية تأسيسية تضم كل ألوان الطيف السياسي المصري ؛ وتعبر عن نسيج الأمة المصرية  لوضع الدستور ؛ والإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطنية – حيث لا يكفي الآن استقالة حكومة شرف ؛ أو استبدالها بقناع جديد – لا بد من حكومة جادة واعية محققة لإرادة الشعب وطموحاته  تصلح ما أفسدته الحكومات المصطنعة التي تداولت السلطة بعد الثورة ؛ وتواجه بشجاعة وشفافية وحكمة المشكلات المتراكمة الملحة وأولاها قضية ضحايا الثورة من الشهداء والمصابين ورعاية أسرهم ؛ وهذا أبسط حق تقدمه مصر لأبنائها البررة .


لقد كان مخزيا وأليما أن مصر التي خرجت طوائفها تدين الممارسات القمعية في سوريا؛ ومنذ أيام قلائل احتشدت أمام الجامعة العربية تندد بالقمع ؛ وتحتضن مؤتمرات هنا وهناك لإدانته.. لا تمر ساعات إلا وعلى بعد خطوات من الجامعة العربية.. في ميدان التحرير يتم الاعتداء الوحشي على معتصمين أبرياء  !! وكأنها مؤامرة لتصفية الثورة.


إن اتحاد كتاب مصر وهو يدين كل ما يتعرض له أبناء الوطن العربي في البحرين وسوريا واليمن من ممارسات قمعية  يتقدم بهذا البيان باعتباره بلاغا  إلى السيد النائب العام في حق وزير الداخلية المصري والقيادة العامة للقوات المسلحة ويطالب بسرعة التحقيق في الأحداث البشعة التي بدأت – وما زالت تتم – في الشوارع المحيطة بميدان التحرير  وأقاليم مصر في الإسكندرية والسويس وبور سعيد وغيرها من مدن المحروسة .


عاشت مصر ... والنصر للثورة


اتحاد كتاب مصر


لجنة الحريات

افتتاح المعرض الثانى للكتاب بجامعة جنوب الوادى

by مجدى نيوز · 0




افتتاح المعرض الثانى للكتاب بجامعة جنوب الوادى


اليوم السابع : قنا ـ هند المغربىالإثنين، 28 نوفمبر 2011 - 13:43


 اللواء عادل لبيب محافظ قنا


اللواء عادل لبيب محافظ قنا


افتتح اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، والدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادى، معرض الجامعة الثانى للكتاب، والمقام فى الفترة من 25/11 إلى 5/12/2011 بمبنى المسرح الرومانى للجامعة.


وأشاد لبيب بدور جامعة جنوب الوادى، كإحدى منارات العلم بالإقليم، فى إحداث طفرة تنموية بجنوب الصعيد، منوها إلى إسهامها فى تقديم الاستشارات الأكاديمية المختلفة وإثراء الحياة الثقافية والطبية والاجتماعية لأبناء المحافظة عامة، مؤكدا أن الفترة الحالية تستوجب تضافر جميع الجهود وتغليب المصلحة العامة لتخطى عنق الزجاجة والوصول بمصرنا الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة.


من جانبه، أكد الدكتور عباس منصور، أن الجامعة تحرص على تفعيل تلك الأنشطة الثقافية التى تساعد الطلاب على تكوين رؤية متعمقة للأمور بشتى جوانبها الثقافية والسياسية، موضحاً أن المعروض من الكتب يلبى كافة الاهتمامات ومتاح بنسبة تخفيض تصل إلى 50% وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة للكتاب وغيرها من تلك الجهات.

العالم يحتفل بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا

by مجدى نيوز · 0




العالم يحتفل بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا


الشروق : القاهرة - أ ش أ آخر تحديث يوم الإثنين 28 نوفمبر 2011 - 1:00 م ا بتوقيت القاهرة


 


الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا


يحتفل المجتمع الأدبى فى مختلف بلدان العالم بذكرى مرور 104 أعوام على ميلاد الأديب الإيطالى الكبير ألبرتو مورافيا، أحد أشهر كتاب إيطاليا في القرن العشرين، ولد مورافيا لعائلة ثرية فى 28 نوفمبر عام 1907 ، لكنه لم ينه دراسته بسبب مرض السل الذي اقعده خمس سنوات ، اتجه خلالها للقراءة.


وفي عام 1929 كتب مورافيا أول مؤلفاته رواية "زمن اللامبالاة " وتناول فيها الفلسفة الوجودية ، وفي عام 1939 نشر رواية "دولاب الحظ" التي حازت علي أكبر جائزة أدبية في إيطاليا ، وتميزت أعمال مورافيا الأدبية بالبراعة والواقعية لنفاذه إلى أعماق النفس البشرية كما هاجم مورافيا الفساد الأخلاقي في إيطاليا.


أهم أعمال مورافيا


وترجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية، كما تم تحويل العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية ؛ وفي عام 1967 سافر ألبيرتو مورافيا إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وفي سنة 1972 زار إفريقيا حيث كتب "إلى أي قبيلة تنتمي؟" ، ثم في سنة 1982 زار هيروشيما في اليابان.


ومن أهم أعمال مورافيا رواية "زمن اللامبالاة" وهي روايته الأولى التي كتبها ونشرت سنة 1929 ويتناول فيها الفلسفة الوجودية، حيث تحدث فيها عن أسرة من الطبقة المتوسطة دب فيها الفساد الأخلاقي وصورها وهي تمد يد المساعدة إلى الفاشية الإيطالية ، كما قدم رواية "السأم" وهي رواية حازت على أكبر جائزة أدبية في إيطاليا (جائزة فيارجيو) ، ثم رواية " دولاب الحظ" والتى نشرت عام 1939 ، ورواية "امرأة من روما" ونشرت عام 1947، وهاجم فيها قيم الطبقة المتوسطة.


كما قدم ألبرتو مورافيا عام 1947 رواية " المرأتان" ونشرت عام 1947 ، وهى تصور معاناة امرأة وابنتها في ظل الحرب ، كذلك نشر فى عام 1948 رواية " العصيان" ، فيما قدم روايته "حكايات من روما" عام 1954 ، ورواية " الفردوس" عام 1970 ، فضلا عن العديد من الروايات الأخرى التى أثرى بها المجتمع الأدبى والإنسانى بشكل عام مثل روايات "الاحتقار" ، و"مراهقون" ، و"أنا وهو" والتى تصور صراع الإنسان مع نفسه (الانا).


وتناول "مورافيا" بأسلوب موسوم بالمرارة تارة ، وبالسخرية تارة أخرى ، رحيل القيم وانحلال الأخلاق داخل المجتمع الإيطالي المعاصر ، ولعل ذلك يظهر بوضوح في أغلب رواياته ، ومنها: "أغوستينو" ، و"الملل" ، و"العشق الزوجى" ، إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى التى ضمنت لصاحبها مكانة رفيعة وشهرة تعادل تلك التي بلغها كل من "مارينتى" ، و"بازوليني" ، و"مورانتي" ، و"كالفينو".


النقاد و مورافيا


ويقول عدد من النقاد إن ألبرتو مورافيا تأثر بالعديد من الشخصيات التى ساهمت بصورة أو بأخرى فى نوعية الإبداع الذى يقدمه ومنهم "دستيوفسكي" الذي أثر فيه بشكل واضح ، خاصة نزعة التحليل النفسي التي أتقنها فيما بعد ، و الإيطالي "جولدوني" الذي أثر في نسقه الإنشائي فيما عرف بالنبض المتوتر، والكتابة البسيطة والسهلة والراقية في آن واحد ، وكذلك تأثره بالأديب العالمى شكسبير الذي ألهمه البحث عن نزعة الشر في الإنسان ، و"موليير" الذى أخذ منه النزعة الساخرة كما في مسرحيات موليير الشهيرة التي قرأها بشغف كامل ، كما تعرف مورافيا على الكاتب الإيطالي الشهير "ألفارو كورادو" الذي عرفه في ما بعد على ماسيمو بونتمبلي.


واعتمد ألبرتو مورافيا على الأسلوب الاستنتاجي في سرده وتحليل الحالة النفسية ، مفسرا لأزمة الضمير ، حيث كان دائما ينطلق من فرضية يثبتها ، وشخصياته ليست إلا وسيلة لذلك ، كما يؤكد فى أعماله على مأساة الحرب ، بنقاط لاتنصف الرجل بسبب الحاجة والجوع والعنف ، فضلا عن قيامه بالكشف عن أزمة العلاقة بين الجنس والمال في المجتمع الحديث "المؤامرات الجنسية" والتي أخذت جميع شخوص روايات مورافيا.


وكان مورافيا مترجما محترف لأزمة الطبقة الوسطى ، من خلال تلك الشخصيات ، من حيث الفشل والدراما ، والتشاؤم ، والتشاؤم الكوني والمادي ، فيما ظل مورافيا وبشكل مستمر على الجانب الأيسر من الحكومة ، وتعرض للعديد من الانتقادات بسبب ذلك ، وخلال فترات الحرب كانت معظم كتاباته انتقادا للفاشية ولعدو الدولة "موسوليني" كما كان يسميه ، وجسده في صورة هزلية ، مما جعل موسوليني وأفراد شرطته تعمل على مضايقته.


وفي يوم 26 سبتمبر 1990 وجد ألبرتو مورافيا ميتا داخل مسكنه ، وفي العام نفسه كتب الكاتب الإيطالي الشهير لويجيو بومباني سيرة ألبرتو مورافيا الذاتية ، كما تم في عام 2007 الإعلان عن اكتشاف رواية جديدة لمورافيا، حيث تم العثور على مخطوط رواية قديمة له بعنوان "الصديقان" ، حيث عثر على مخطوط الرواية القديمة غير المنشورة في قبو منزل الكاتب ، وتتضمن اعترافات وحقائق حول حياته ، وتبين أنه كتبها عام 1950 .


ويقول ألبرتو مورافيا فى حوار أجرته معه مجلة "حدث الخميس" فى 25 أبريل عام 1990 "ليست الأنانية مجرد عيب أو شائبة ، بل و أيضا الباب المفتوح على جميع الشوائب ، فالأناني يحب نفسه ، و هو لا يستطيع أن يلقي نظرة نقدية على ذاته ، فقد يكون فظا وكذابا وخائنا و متصلب الرأي ، غير أن هذه العيوب تكتسي ، في لحظة من اللحظات ، سمة التطرف ، و نتيجة لذلك يبدأ مشهد الأنانية.


مورافيا و القضية الفلسطينية


كذلك إشترك ألبرتو مورافيا في العديد من الندوات لبحث القضية الفلسطينية منها ندوة "فلسطين العالمية" بدولة الكويت ، وأجري حوارا متفردا مطولا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تدفعه رغبة متحمسة ــ كما قال ــ ليضع أسس النزاع العربي ـ الإسرائيلي تحت أنظار الرأي العام في إيطاليا والعالم لاستكشاف النفسية الفلسطينية تبعا لرؤيته الخاصة التي تتمثل في أن شعبا بأسره تعداده أكثر من3 ملايين نسمة طرد من وطنه ، وعاد ليحارب من أجل استرجاع هذا الوطن في محاولة لفرض تسوية سلمية معقولة مع أعداء امتلأت صدورهم بشهوة العدوان والتوسع.


ويؤكد مورافيا أن "الكاتب بمثابة حزب له قاعدة جماهيرية أكبر أحيانا من بعض الأحزاب ، وقائد أكبر أحيانا من بعض القادة السياسيين ، والقائد الحقيقي هو الذي يؤثر في الآخرين ، وأظن أنني برواياتي العشرين والأكثر من مائة قصة قصيرة التي كتبتها إلي جانب الأفلام التي أخرجتها السينما عن أعمالي، أمارس تأثيرا معقولا في بضعة ملايين من البشر"، ويشير إلى أن الرواية تعرض الأشياء ، ولا تقدم الأجوبة سواء فلسفية أو دينية ، ولا يمكن أن يطالب الكاتب بأن يمنح أجوبة كرجل السياسة أو رجل الدين والكاتب يعرض وعلي الآخرين أن يستخلصوا بعض النتائج إذا استطاعوا.

"أنشودة الظن" الديوان الفائز بجائزة طنجة الأدبية

by مجدى نيوز · 0




"أنشودة الظن" الديوان الفائز بجائزة طنجة الأدبية




شبكة الاعلام العربية محيط :  الأحد: 27 نوفمبر 2011 , الساعة 4:36 مساء


ضمن منشورات دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع/ الإمارات العربية المتحدة، صدرت في دبي، المجموعة الشعرية الفائزة بجائزة طنجةـ دورة نازك الملائكة:"أنشودة الظن/130 صفحة/2011" لغالية خوجة .


الديوان وفق وكالة أنباء الشعر عبارة عن قصيدة واحدة، تبدأ من حيرة الجهات والأزمنة والأمكنة، وتنفتح على العوالم المجردة، منجزة من الريح احتمالات لا تنتهي، ومن النار أكواناً من الدلالات والموسيقا، ومن الأسئلة حدساً آخر للغة، ومن الموجودات واللاموجودات زخماً من ظنون الأنشودة المحلقة في كل ذات إنسانية تعبر مقامات الروح وبرازخها المتحركة في كون شعري يظل قيد التكوين.


غالية خوجة الحائزة على العديد من الجوائز السورية والعربية، عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو هيئة تحرير مجلة دبي الثقافية، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عضو اتحاد الصحافيين السوريين، سفيرة فوق العادة لمؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان، ولها ما يقارب العشرين مؤلفاً بين شعر وقصة ورواية ونقد وكتابات للأطفال واليافعين.


من الديوان :


الدهور ُ ,


مضطجعة ٌ شمال الوقت ..


و الأرضُ ,


نائمة ٌ جنوب القصيدة ..


بصائري ,


أساطير ..


و كلماتي ,


نبيذ ٌ دائخ ٌ وراء السماء ..


ستسرقه ُ الشـُـهب


و ستشربه ُ الإشارات ..


الدهورُ ,


تميلُ عن محورها


و الأرضُ تغادر ..


تلك َ


إيماءةٌ :


هربَ الشـِّـعرُ من الجهات ..


حذفتُ المحْـوَ


و تمرأيت ..


أيضاً ,


لم ْ


تـنج ُ


أحلامي من حريقٍ داهمَ مخيلتي


و شـَـتـّـتَ


ما


لا


يعرفهُ المجهول ..


أتجوّلُ في مكامني


بواطني


تتحوّلُ في بواطني


و لهباً


في اللهب


لماذا


أتلاشى .. ؟


ترانيم أزليّـة


تهاجر مع الفجر ,


و الجبال ,


و الغيوم ,


و البنفسج ..


قريباً ,


ستختلس رمادَ أحلامي


تـُـكوّمهُ بيادرَ


فيها ,


تخبّـئُ حقولَ الزرقة و الشرودِ و الـْ


محيطات ..


ربما .. ,


ستغيب في ذاكرة الأشجار


و تحضرُ ,


في مخيلةِ الياسمين ..


أو .. ,


ربما .. ,


ستتعلـّـقُ


بجناح عصفور لن يولد أبداً ..


رياحُ العدم ,


ترْرْرْرْ تعش ..


و الرمادُ ,


يغمرني ...


يَـ ـغـْـ ـمُـ ـرُ نِـي ...


موجٌ بلا ماء ,


يزحف ..


الفراغاتُ المتوارية ,


براكينُ لا تصمت ..


اللحظاتُ ,


تستغيث ..


أرواحي ألهبةٌ تغزو المعاني ..


تتوّجُ زيتونَها ,


زيزفونَها ,


و السرو ..


رغبةُ الألوان تعود من حيث أتتْ ..


أجرّبُ الرجوعَ إلى المصبّ


فأحترق ..


ألمُّ ألهبتي ,


رميمَ الترانيم ,


و قيثارةَ الرماد ..


حلمٌ وحيد ٌ


يتملـّصُ


من المفردات ..


حلمٌ متفحّـمٌ ,


يدنو مني ..


ليتهُ


لم


يكن


جثّـتي .. !

الثقافة المصرية تنضم إلى الثوار >أبو غازي: المجلس العسكري انحرف عن مسار الثورة

by مجدى نيوز · 0




الثقافة المصرية تنضم إلى الثوار


أبو غازي: المجلس العسكري انحرف عن مسار الثورة


 عماد أبو غازي


عماد أبو غازي


القبس الكويتية : القاهرة- صبحي موسى 25/11/2011


لم يكن الموقف الشجاع الذي اتخذه وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي هو الموقف الوحيد من قبل المثقفين المصريين للرد على محاولات القمع للمتظاهرين في ميدان التحرير أخيرا، فرغم أن البعض اعتبر موقف أبو غازي «مسحاً» لما أسموه بعار موقف جابر عصفور حسب قول الكاتب إبراهيم عبد المجيد والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إذ اعتبر كلاهما أن عصفور وضع المثقفين والمفكرين في موقف مخز بقبوله وزارة الثقافة في غمرة أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، بينما أعاد موقف أبو غازي المثقفين والمصريين إلى دورهم القيادي بوصفهم ضمير الأمة وذلك ليس باستقالته من الوزارة ولكن بالإصرار على هذه الإستقالة المسببة والاحتجاجية على ما يحدث من المجلس العسكري في مواجهة المتظاهرين العزل.


واعتبر الشاعر سعد عبد الرحمن أن استقالة الحكومة ككل فيما بعد لا تقلل من موقف أبو غازي، موضحاً أنه شخصياً نصحه بالإصرار على استقالته، وعدم الاستجابة لضغوط المجلس في العودة إلى التشكيل الوزاري. من جانبه أعلن أبو غازي أنه متمسك باستقالته، وأنه سينضم إلى بقية المثقفين والمتظاهرين في ميدان التحرير، ولن يتخلى عن موقفه مهما حدث، موضحاً أن المجلس انحرف بالثورة في اتجاه غير مقبول، ولم يعد أحد قادرا على قبوله، ومن ثم فالاستقالة أصبحت أمراً حتمياً حتى يخرج المجلس من المشهد السياسي تاركاً دفة الأمور للثوار أنفسهم.


بيانات تأييد


على صعيد آخر أصدرت عدة هيئات ومؤسسات ثقافية رسمية ومنتخبة بيانات ليس لتعضيد عماد أبو غازي في موقفه لتعضيد الثوار في مواجهتهم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، فقد أعلن اتحاد الكتاب في بيان صادر عن لجنة الحريات إدانته للممارسات الوحشية ضد المعتصمين، وطالب باعتبار بيانه بلاغاً إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي.


تكميم الأفواه


من جانبها أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة في بيان وضعته على صفحتها الرسمية بالشبكة العنكبوتية أعلنوا فيه رفضهم لسياسة ما أسموه بتكميم الأفواه، واستخدام القوة الغاشمة لمنع حق أصيل من حقوق الثورة وهو التظاهر والاعتصام السلمي.


من جهته أصدر أتيليه القاهرة «جماعة الكتاب والفنانين» برئاسة الفنان الدكتور محمد عبلة بيانا جاء فيه: يدين أتيليه القاهرة بكل شدة ما حدث في ميدان التحرير في القاهرة ومحافظات مصر من قتل وقمع للثوار بشكل وحشي منافيا لكل الشرائع والمواثيق الدولية ومنتهكا لكل القيم الإنسانية.

في "ليبيا القذافي".. أنت مبدع إذن أنت مقتول!!

by مجدى نيوز · 0




في "ليبيا القذافي".. أنت مبدع إذن أنت مقتول!!


جريدة القاهرة : العدد 598 الصادر فى 22/11/2011


نوع آخر من التنكيل مارسه القذافي غير القتل الفعلي للناس، هو قتل الفكر والإبداع والابتكار وحق التميز والنجاح، واذا كان القتل الفعلي للأجساد وكتم الأنفاس وسفك الدماء انتقائيا، والقيام به يحتاج إلي نوع من الفرز، فإن هذا القتل الاخر، القتل الإجرامي للإبداع والابتكار كان شاملا لكل الناس، لا يستثني أحدا، ومن أجل هذا الغرض أنشأ الطاغية القذافي جهازا أمنيا لهذا الغرض، إنه ليس جهازا هذه المرة لمطاردة المعارضين ومتابعتهم وضبطهم، وإنما جهاز أمن ضد التفوق والتحقق والنجاح أسماه جهاز مكافحة النجومية، وهنا يسجل القذافي فرادة، ويحقق سبقا، لا نجد له نظائر في العالم، والا من تراه يستطيع أن يشير إلي وجود مثل هذا الجهاز الامني في اي دولة في العالم، مهما كان نظامها بدائيا متخلفا، أو مهما كان موغلا في استبداده وفرديته، فلا وجود لأي دولة في العالم، ولا نظام في العالم امتلك مثل هذا الجهاز عدا الجماهيرية العظمي لصاحبها القائد العظيم الواحد الأحد الفرد الصمد والعياذ بالله الذي لا شريك له في قهر البلاد والعباد إلا أطفاله الأخ العقيد معمر القذافي . مكافحة النجومية إذ ان كل العالم يعرف أجهزة أمنية لمكافحة الجاسوسية، أو مكافحة الجريمة، أو مكافحة المخدرات، الا الجهاز الامني لمكافحة النجومية، فهذا اختراع لا يملك حق اكتشافه وبراءة اختراعه إلا الزعيم القذافي، وهو جهاز سري ليس فقط في طبيعة عمله، ولكنه سري حتي في وجوده، فلا احد يعلم به، ولم يكن يظهر في أي وثائق، كتلك التي تنشر بمناسبة مؤتمر الشعب العام، عندما يتم نشر أو ذكر كل الأجهزة الأمنية أمام أعضاء المؤتمر باعتبارهم شكليا وصوريا أعلي سلطة في البلاد، كما يتم تحديد الادارات والاختصاصات إلا هذه الإدارة التي لا يأتي ذكرها ولا تتعرض الوثائق لاسمها ولا يسمع أحد اي مداولات علنية عنها، الا اذا تصادف أن تداولها بعض الناس سرا، وهو ما حدث بالنسبة لي، فقد كنت أسمع عن وجودها، دون أن اجد أحدا يؤكدها لي، ولم يصبح وجود هذا الجهاز الامني معروفا، الا بعد أن بدأ نظام القذافي يتقوض وينهار في شرق البلاد، عندما كشف ثوار بنغازي عن وجود فرع لجهاز أمن مكافحة النجومية في بنغازي، وطبعا بعد سقوط طرابلس في يد الثوار، وفضح بعض أسرار النظام، ومنها سجون سرية، ومقابر جماعية، وأجهزة قمع أمنية مثل هذا الجهاز، رغم أن وثائقه ظلت سرية وطبيعة العمل الذي كان يقوم به ايضا لم يتم كشفه، ولو أنه من السهل التكهن بما كان يقوم به، وما كان يرتكبه من جرائم في حق الموهوبين والناجحين وأصحاب الملكات الفنية، والأدبية، والعقول الكبيرة في مجال الاختراع، لأن معناه بصراحة هو ممنوع النجاح، ممنوع التفوق، ممنوع الإبداع، ومن يجرؤ علي فعل ذلك فانه سيكون موضع مطاردة وملاحقة وعقاب. المحميات الشيوعية ونعرف جميعا أن اقطارا كثيرة عرفت حروبا ضد المبدعين والمثقفين والفنانين والأدباء المناوئين لنظام من الأنظمة، وتصل المسألة إلي حد القتل، كما حدث في أنظمة شيوعية بدءا من الاتحاد السوفييتي في حملات التطهير علي يد السفاح بريا في عهد ستالين، وما حصل لكتّاب معارضين مثل باسترناك وسولجنستين وعلماء مثل الفيزيائي زاخاروف، وما يشاع قبل ذلك عن اغتيال جوركي، وما دفع شاعر مثل مايكوفسكي إلي الانتحار، عدا ما يحدث في المحميات الشيوعية التي تسمي دول الستار الحديدي، بل ان ملاحقة المناوئين للحكومات وصلت إلي الدولة التي تدّعي أنها ام الديمقراطية والليبرالية، امريكا نفسها، في الخمسينات أثناء موجة الرعب، التي قادها السيناتور الأهوج الأحمق المسمي جوزيف ماكارثي، في خمسينات القرن الماضي، ولكن أن تكون الحرب شاملة، ومطلقة، والعداء شاملا لكل أهل التفوق في العلم والطب والفن والفكر والثقافة والسياسة والادب والفن والرياضة، دون تفريق بين أهل الولاء وأهل الممانعة، أو بين المنتمين للنظام والمناوئين له، فهذا موضع الغرابة، لأن القذافي لم يكن يريد نجاحا، لأي إنسان مهما كان المجال الذي ينتمي إليه، أو كان مستوي النجاح، ليس بالضرورة أدبا وفنا ورياضة وعلما وطبا وغيرها من المجالات التي تمنح أصحابها الشهرة، ولكن اي مجال حتي لو كان عملا روتينيا اداريا، لا يحتاج لموهبة، ولا يقتضي ابداعا، فما أن يشتهر صاحب وظيفة، أو صاحب خبرة ادارية، أو يصل إلي مكانة، تؤهله لأن يخرج من عالم المغمورين، إلي عالم المعروفين، حتي تأتي التقنيات التي تقوم هذه الإدارة بتطبيقها، لاستخدامها ضده، بمنعه مباشرة من الوصول إلي هذه المرتبة أو تحقيق هذه المكانة، ولو أدي الأمر إلي تدبير فضيحة لهذا الرجل الذي أوشك أن يصبح علما في أحد المجالات، وكما قلت فان الجهاز كان مجهولا للناس، وبالضرورة فان أعماله ايضا كانت مجهولة، ولا نستطيع الآن الا أن نحاول الاهتداء من خلال وقائع حصلت في الماضي، لنعرف تفسيرها من خلال الكشف عن وجود هذا الجهاز، فما كنا نعرفه طبعا، وكان شعارا معروفا ورائجا وتعمل الإذاعة والصحافة علي إشهاره، وترديده، وتطبيقه في مجالها الإعلامي، هو الشعار الذي يقول لا نجومية في المجتمع الجماهيري، مما يقتضي ألاّ نري أناسا تسلط عليهم الأضواء في التليفزيون، ولا نري افلاما ولا نري مسرحا ولا نري مسلسلات تليفزيونية لأن مثل هذه المسارح، أو هذه المسلسلات، تقتضي بالضرورة، وجود ممثلين سوف يشتهرون عن طريقها، وباعتبار أن النجومية اساسا ممنوعة، فانه لا ضرورة بالتالي لوجود هذه المسارح والمسلسلات، ولا وجود للقاءات تتم مع فنانين وأدباء، ولأن وجود الفن وجود سابق عن نظام القذافي، ولا يستطيع الغاءه، والادب ايضا بكل أنواعه موجود، شعرا وقصة ورواية ومسرحا، قبل وجود القذافي فلا يستطيع الغائه، وكل ما يستطيع عمله، هو أن يمنع كل وسائل الاشهار والظهور لأهل هذه المجالات، وهذا ما عرفناه في ليبيا وتعايشنا معه، إذ يحدث طبعا أن يقدم الملحن والمطرب أغنية، لكنهما سيجدان صعوبات هائلة في تسجيلها، وصعوبات أكثر هولا في تصويرها، وأخري في الترويج لها، ثم تترك في مكتبة الإذاعة، دون أن تجد إذاعة تذيعها أو محطة تقوم ببثها، ولا وجود لسوق تجاري للفن أو إعلام خاص يتولي البث والإشهار، كما لا يجد أن مهرجانا أوحفلا عاما يعرضان من خلاله هذه الأغنية للجمهور، فتبقي متاحة في دوائر ضيقة معزولة، أو تذاع علي حين غفلة في الإذاعة، دون ذكر مؤلف أو ملحن أو مطرب، وهو ما كان يحدث في جماهيرية العقيد المعظمي، ولا سبيل إلي تغييره أو الاحتجاح عليه، وهو ما يحدث مثله لأهل الكتابة وأهل الرسم، فكل هذه الإبداعات، محدودة، محصورة، قليلة التوزيع، والانتشار، وهو ما كان واقعا يعيشه الكتاب والفنانون وحقيقة يتعاملون معها تحت نظام القذافي، ولكن ما لم يكن أحد يدرك وجوده، هو طبيعة الحرب الإجرامية التي كان النظام يخوضها ضدهم، والتي كان يسخر أجهزة أمنية عسكرية لتحريكها وتدبيرها لمحو اسمائهم وهدم انجازاتهم، وهو أمر حتي وان أحسوا به، إلا أنهم لم يكونوا يعرفون حقيقته، ويشعرون فعلا كأن أشباحا هي التي تتولي محاربتهم، لأنهم لا يرون سلاحا ولا جيشا، ولا معركة ومع ذلك يسقطون ضحايا، وكمثال علي ذلك رأينا أشهر مطرب، وصاحب أجمل حنجرة يعمل سائق شاحنة، لكي يعيش هو محمد صدقي، ورأينا صاحب أحلي حنجرة يعمل مؤذنا في جامع هو عادل عبد المجيد ولا يزال، وراينا مطربا كنا نعتبره صنو عبد الحليم حافظ اسمه خالد سعيد يموت وحيدا في غرفة مهملة، ويبقي ثلاثة أيام لا يعرف أحد بموته، ويصاب المطرب الشهير صاحب بلد الطيوب بداء السكري وتبتر رجله ثم يموت في عوز وفقر، ويصاب الأب الروحي للفن الحديث في ليبيا كاظم نديم بمرض خبيث دون أن يجد أحدا يعتني بعلاجه أو يجد أموالا يواجه بها نفقات العلاج حتي يقتله المرض بسبب الإهمال وغياب العلاج، وغير ذلك من نكبات ومصائب حصلت لمبدعين لم تكن بسبب الصدفة، أو جلبوها لأنفسهم، ولكن بتدبير وتصميم وترتيب من هذه الأجهزة، ولم يكتف النظام بتركهم للمرض والعوز والإهمال، وإنما عمل أكثر من ذلك فظائع لم يكن احد يجد لها تفسيرا مثل أن نري مؤلفا شهيرا للأغاني مثل الراحل مسعود القبلاوي موجودا في سرداب مظلم تحت الارض دون تهمة، لما يقرب من عامين، ثم الاعتذار له بأن سجنه جاء لوشاية مغرضة، وأن يعمد إلي توريط الفنان الكبير ونابغة الرسم الساخر الاستاذ الراحال محمد الزوأوي في عمل بالخارج يؤدي إلي سجنه في تونس لمدة عامين، لم يكن يأتي صدفة، وانما بتدبير وتصميم من أجهزة القذافي الأمنية التي حشرت اسمه حشرا في عمل يهدد الأمن التونسي، وأن يعمد إلي ترتيب مسألة مفتعلة للقبض علي الفنان علي ماهر ثم يضطر خوفا من السجن إلي الهروب خارج البلاد، والبقاء لعدة سنوات متشردا، برجاء أن يصدر أمر ببراءته، وكلها أعمال لم تكن نبعت من فراغ، واذا كانت هذه عمليات تقتضي تسخير جهاز أمني للقيام بها، فان هناك أمورا اخري لا تحتاج لجهود هذا الجهاز، مثل إصدار أمر بمنع اذاعة أسماء الرياضيين في المباريات، تطبيقا لشعار لا نجومية في المجتمع الجماهيري، الا أن ما حدث من جرائم طالت الرياضيين وتصفيات جسدية لهم ربما كان علي صلة بمثل هذا الجهاز، واذا كانت الدول تخصص الميزانيات لأن تطبع كتب ادبائها، في الخارج، وتضع الخطط لترجمة أدبهم، فالعكس بالنسبة للأدباء الليبيين هو الصحيح، ولا أريد أن أتباهي بنفسي، وأذكر أرقام الميزانيات التي صرفتها حكومة ليبيا، لتمنع وجودي في صحيفة، أو لتمنع دار نشر أجنبية من إصدار كتاب لي، وهو أمر أتركه لكتابة مذكراتي الشخصية التي تعرضت فيها لمثل هذه الاعمال، ولست وحدي من تعرض لذلك، لأن الليبي في عرف الطاغية لا يجب أن يظهر له اثر أو اسم أو صورة في اي مكان في العالم، ويمكن أن أضرب أمثلة بأكثر من مذيع ليبي لمع اسمه في الخارج في محطة فضائية عربية، ودفعت حكومة القذافي الأموال الكثيرة لتلك الفضائية لتحجب هذا المذيع أو تطرده، وأذكر هنا حادثة حصلت مع مذيع ليبي معروف هو الاستاذ عبد الفتاح الوسيع وهو كادر إعلامي كبير، وقع عليه الاختيار ليقوم بقراءة الدبلجة العربية لشريط وثائقي تليفزيوني عن الحرب العالمية الثانية، حيث قام بأداء الشريط بالإنجليزية ممثل شهير هو لورانس أوليفييه، وقام بالدور عربيا الاستاذ عبد الفتاح الوسيع، الذي صار صوته يظهر باللغة العربية، وصورته ايضا مكان صورة الممثل الإنجليزي، واثار وجود عبد الفتاح الوسيع في هذا الشريط غيرة السيد الرئيس الليبي وتحركت أجهزته تشترط إعادة تركيب الشريط وقراءته بمذيع غير ليبي، والا امتنعت ليبيا عن إذاعته والمساهمة بتمويله باعتباره جهدا عربيا إعلاميا مشتركا. غيرة القذافي وحكي لي أحد المذيعين، أن العقيد أرسل ذات مرة أفرادا من كتيبة الحراسة الخاصة به، يحملون الهراوات، وعندما وصلوا إلي الصالة المخصصة لاستراحة المذيعين، طفقوا يضربونهم بالهراوات، والسادة المذيعيون يتصارخون ويهربون عبر الأروقة، واعضاء الكتيبة يهرولون وراءهم، ولم يكن هناك احد يعرف السبب، غير غيرة القذافي من المذيعين، وبررها بعد ذلك بعذر أقبح من الذنب، عندما اعترف بإرساله أعضاء الكتيبة لتكسر عظام المذيعين، بسبب ما يرتكبونه من تكسير للغة، وهذه ليست نكتة وانما حقيقة أخبرني بها كبير مذيعي الإذاعة وأحد أصدقاء العقيد المتخصصين في نقل حفلاته وخطاباته السيد عبدالحميد إمبيرش، وهو موجود علي قيد الحياة، وكان المذيعون يشكلون مشكلة له لأنهم ينافسونه في الخروج علي الشاشة، وحاول طمسهم بأن أمر بعدم خروج المذيعين الا كصوت فوق الصور المرافقة للأخبار، وعندما تعذر وجود صور لكل الاخبار، أمر بألا يتم تصوير المذيع إلا من خلال اللقطات البعيدة التي تظهره مثل نقطة في الأفق، ثم مضي في حربه للمذيعين بأن اخترع شيئا اسماه جمهرة المواقع، وألغي بموجب هذا الاختراع وظيفة المذيع وطالب أن يتناوب علي قراءة النشرات مختلف المواطنين بما في ذلك بعض المعاقين، وظلوا لفترة يتعاقبون علي قراءة النشرات ولكن حجم ما كان يحدث من أخطاء، وما ينتج من كوارث، وما يتبدي من عبث، ومواقف ساخرة، وضع حدا لهذه الظاهرة، وكان دائما يذكر المذيعين في خطاباته بشيء من الاستهتار والاستهانة، وطبعا لم يكن يسمح أن تذكر اسماء الليبيين في النشرات أو أخبار الوكالة، وهو أمر اتبعه مع كل مسئولي الدولة فلا أحد من المسئولين يذكر اسمه في الأخبار، والاكتفاء بذكر اسم الوظيفة، أما في المؤتمرات الشعبية، فقد أعطي الناس أرقاما بما في ذلك أعضاء مؤتمر الشعب العام، وهو بمثابة السلطة الأعلي في البلاد، فالناس لهم أرقام، ويرفع العضو لوحته ليقول له رئيس الجلسة تكلم يا رقم كذا، وليس باسمه، واذا كان هذا يحدث مع أناس لا إبداع ولا ابتكار ولا عطاء لهم، فما بالك بمن تقترن اسماؤهم بالإبداع والإنتاج والابتكار والعطاء؟! هؤلاء كان يناصبهم العداء ويمنع ظهورهم، وسأبدا من نقطة البداية ومنذ مجيئه إلي الحكم، في عام 1969 فقد جاء لمجتمع له نجومه في الأدب والفن والإعلام والثقافة والصحافة والإدارة والسياسة، وكان سهلا عليه أن يقضي علي الجميع، باعتبار أنهم جزء من العهد البائد، الذين يجب أن يسدل عليهم ستار الصمت والنسيان، مهما كانت عبقريتهم، ومهما كان نشاطهم، ومهما كان سجلهم نظيفا نزيها، وفي هذا المضمار كان هناك ساسة شرفاء مشهود لهم بالكفاءة مثل الدكتور محيي الدين فكيني، فرغم أنه من كبار مثقفي البلاد، وابن مجاهد كبير، وله سجل وطني في العهد الملكي، وتولي مندوب ليبيا في الامم المتحدة، وكان موضع احترام الهيئة الدولية، وطاف جامعات امريكا في الخمسينات للتعريف بليبيا، ويتحدث بطلاقة اللغتين الفرنسية والانجليزية عدا العربية، فان احدا لم يسمع له اسما بعد الانقلاب، إلي أن مات بعد أكثر من ربع قرن عاشها مع نظام القذافي، ودون أن يسمح له باي مشاركة في ندوة أو صحيفة أو غير ذلك، وكان سهلا أن يتعاطي بشكل اجرامي مع هؤلاء الكبار الذين تولوا المناصب في العهد الملكي، ولكن ماذا يستطيع أن يفعل مع شباب لم يقتربوا من السياسة ولكنهم كانوا نجوما في الادب والاعلام والثقافة، لقد اخترع لهم شيئا لحرقهم اسماه محكمة الشعب، وقدم لهذه المحكمة كل هؤلاء الشباب، دون استثناء الا قلة منهم، وحاكمهم لا بما كتبوه باسمائهم وتحت مسئوليتهم، ولكن بحكم أنهم كانوا موظفين في الاذاعة أوالمؤسسات الصحفية والاعلامية، وحاكمهم بجريرة ما كان ينشر في تلك المؤسسات باعتبارهم شركاء فيه، أو ساهموا في كتابته، رغم أنه لم يكن يحمل اسماءهم، ولا يتحملون مسئولية تقديمه، ولم يكن مهما أن يكونوا مساهمين في ذلك العهد أو لم يكونوا مساهمين، كان الهدف هو تقديم جيل كامل إلي المحرقة واعتباره مدانا، وعندما استعان بهم لأنه لم يكن هناك وجود لغيرهم يقدم البرامج، ويقوم بتشغيل الصحف، استعان فقط بهم باعتبارهم مهنيين، وكان علي كثير منهم ألا يكتبوا شيئا بتوقيعهم، فهم يعملون في تحرير الصحف وكتابة المقالات دون أن تظهر اسماؤهم، وأعرف كتابا كانوا يتولون الإشراف الكامل علي صحف مثل الراحل محمد فخر الدين رئيس تحرير سابق لصحيفة طرابلس الغرب . وأشرف في عهد الانقلاب علي تحرير صحيفة لاتحاد العمال اسمها المنتجون، دون أن نقرا له اسما يشير إلي إشرافه علي هذه الصحيفة، باعتباره من العهد البائد، هكذا بلغت السخرة والاستعباد والإذلال، فالرجل كان يحتاج للعمل لكي يكسب به رزقه ويطعم أطفاله، فجري المسكين استغلاله علي هذا النحو، ولم تقتصرالحرب علي نجوم الرياضة ونجوم الفن ونجوم الإعلام ولكن كفاءات مصرفية، فقد وجد الاستاذ سالم عميش المصرفي العالمي أن بلاده ليبيا تقوم بسحبه، عندما تم ترشيحه ليكون مديرا للمصرف الدولي، ووجد أمين اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور مصطفي محمد، إجماعا من ممثلي الدول العربية علي اختياره رئيسا للجمعية العامة لليونسكو، وهو منصب دولي يكون خلاله هذا العنصر الليبي في مرتبة أعلي من أمين عام اليونسكو لمدة عام واحد، وقبل سفره بيوم أو يومين لاستلام المنصب، وجد أن قرارا صدر في ليبيا باعفائه من رئاسة اللجنة، يبطل بالتالي ترشحه للمنصب، كان المسكين يظن أن هناك خطا ما، وأن المسئول الذي أصدر القرار قد لا يعلم أن ليبيا مرشحة لاستلام أعلي منصب في اليونسكو، وهذا القرار سوف يحرمها من هذا الترشيح وسيذهب المنصب لدولة اخري، ولم يكن يعلم أن هذا هو المطلوب بموجب الحرب التي يعلنها القذافي علي النجومية، حتي لو جلبت شرفا للدولة التي يتولي رئاستها، ونفس الموقف حصل مع الدكتور علي الحوات الذي كان قد جاءه الدور وهو ممثل ليبيا في الإليكسو ليكون رئيسا لجمعيتها العامة، وتم سحبه قبل اسبوع من تلك الدورة التي كان سيتم فيها انتخابه، وذهب المنصب لدولة أخري غير ليبيا، ولاشك أن مناصب دولية كثيرة كان أصحابها يفاجأون وهم يرون ليبيا تقوم بسحبهم، عندما يحين موعد ترقيتهم، بل إن الكوتا الخاصة بليبيا، في المؤسسات الإقليمية والدولية، تكون دائما ناقصة، لكي تتضاءل الفرص أمام العناصر الليبية للوصول إلي مناصب دولية، ولم يكن غريبا أن نجد فرقة الفنون الشعبية التي كانت تعود بالأوسمة الذهبية من مهرجانات عالمية قبل الانقلاب، تحارب وتتضاءل مكانتها حتي التلاشي، ولم يكن غريبا أيضا أن يصل فريق الكرة القومي إلي النهايات، ثم يجد عرقلة تتسبب في افشاله، ووصل الأمر إلي أن ألغي العقيد مباراة لدخول المنتخب الليبي الدورة النهائية لكأس العالم مع الجزائر لتفويت الفرصة علي الفريق الليبي من الوصول إلي هذه المرتبة العالية، بل حدث في إحدي الدورات وبعد أن وصل الفريق الليبي إلي مباراته النهائية في كاس أفريقيا، أن ألغي الدوري، وألغي لفترة من الزمن كرة القدم، ويعلم أهل الفن أن الحكومة الليبية أنشات في مصر شركة للإنتاج السينمائي أنفقت عليها مئات الملايين من الدينارات، ولكنها كانت محرمة علي اي ليبي من أهل الفن، فلم تقدم مخرجا أو ممثلا أو كاتبا، مع أنها تستعين بمخرجين وممثلين وكتاب من كل العالم العربي، ويذكر صديقي الكاتب المصري محمد البساطي عندما ذهب لتحرير عقد مع الشركة حول إحدي رواياته وتساءل أثناء توقيع العقد ان كانوا يعرفون كاتبا روائيا من ليبيا اسمه احمد ابراهيم الفقيه، واستغرب أن احدا لم يتصل به، وسألته عندما نقل لي ما حدث أنه ممنوع بحكم القانون التعامل مع أي عنصر ليبي، دون أن يعلم احد كيف لدولة أن تنشئ شركة للإنتاج السينمائي في بلد آخر، ان لم يكن بهدف تشجيع الأنتاج المشترك والتعاون بين أهل المجال في البلدين، وهو ما لم يحدث فهناك من يقول إن القذافي يريدها لإنتاج مواضيع من اختياره، وآخر يقول انه يريدها لتكون سبيلا لتوريد الرقيق الأبيض له، وثالث يقول انها غطاء لعمله المخابراتي بدليل أن اخر مدير لها كان قد عمل مديرا لمخابراته الخارجية في فترة مضت. ومتابعة لمسيرته منذ أن استلم الحكم أقول إنه ألغي منذ الأشهر الأولي لحكمه، كل ما كان موجودا من صحافة خاصة، مع أن تقليد الصحف الخاصة كان تقليدا عريقا، فقد صدرت أولي الصحف الخاصة في ليبيا منذ القرن التاسع عشر عندما أصدر السيد محمد البوصيري جريدة الترقي، وبقي بعض هذه الصحف عائشا حتي إبان فترة الاستعمار الفاشي الإيطالي مثل صحيفتي الرقيب والعدل، وازداد عدد هذه الصحف إبان فترة الوصاية البريطانية في الأربعينات، ووصل عددها إلي العشرات إبان العهد الملكي، فجاء السيد العقيد وألغي عقود كل هذه الصحف، وأوقف صدورها، بل وصادر أبنيتها ومطابعها، وانشأ بديلا لها المؤسسة العامة للصحافة، ثم ضاق ذرعا بصحف هذه المؤسسة لأنها أرادت أن تتبع التقاليد الصحفية التي تدعو الكتاب لكتابة المقالات وتحرير المقابلات وكتابة التحقيقات الصحفية، واشتهرت مجموعة كانت تحرر صحيفة اسمها الأسبوع السياسي بطرحها الجريء للقضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية، تماشيا مع ما يرفعه النظام الانقلابي من شعارات، ومناصرة لليسار في العالم، إلا أن السيد العقيد وجد الأمر يتحول إلي شيء حقيقي، يتجاوز الشعارات الفارغة، فافتعل قضية لهؤلاء الكتاب الشباب، وأمر بالقبض عليهم في مسرحية عبثية هزلية، إذ انتهز فرصة وجودهم لحضور ندوة ثقافية تنظمها جمعية المرأة الجديدة في بنغازي احتفالا بذكري شاعر حداثي توفي في الستينات هو علي الرقيعي، وأثناء الاحتفال هاجم القاعة عدد من أعضاء اللجان الثورية، الذين أمروا الجمهور بالانسحاب، وأغلقوا أبواب القاعة، وأوقفوا الكتاب المشاركين في الندوة، وكان أغلبهم من محرري الأسبوع السياسي، وقالوا لهم إنهم يحملون فكرا هداما هو الفكر الشيوعي الذي يستوجب العقاب، وكان أعضاء هذه اللجان مسلحين، فأمروا بإيقاف الجميع، وأمر رئيس هؤلاء الثوار بجلب الحبال، لصنع مشنقة في ذات القاعة، يتم فيها شنق هؤلاء المارقين، لأن العدالة الثورية كما قال لا تحتمل التأجيل والابطاء، وأن التنفيذ سيتم فورا، والحكم سيصدر حالا، وخلق حالة من الرعب التي انتهت بأن عدل الرئيس عن هذا الراي، استجابة لدواعي الرحمة الثورية، وساقوا كل من حضر الندوة من المثقفين إلي السجن واقاموا محكمة صورية اصدرت حكمها عليهم بالسجن المؤبد، وبقوا في السجن أكثر من عشر سنوات، إلي أن أصابت القذافي نوبة من نوباته عندما قرر كاذبا هدم السجون وأعلن في خطاب علني عام 1988 أنه "اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق" مقتبسا بيت شعر الفيتوري، وأطلق سراحهم وكان بينهم كل من الشعراء محمد الفقيه صالح، وإدريس المسماري، وإدريس بن الطيب، وعلي الرحيبي، وكتاب القصة والمقالة عمر أبوالقاسم الككلي، وجمعة ابوكليب، وأحمد الفيتوري، وأطلق معهم كتابا يمتد سجنهم إلي فترة سابقة ونوبة سابقة من نوبات الهيستيريا التي أصابت القذافي عام 1973 وإعلان ما سماه النقاط الخمس التي سبق الحديث عنها وشملت اعتقال وإهانة الفيلسوف عبد الرحمن بدوي، وكان ممن طالتهم حملات الاعتقال كتاب مثل منصور أبوشناف الكاتب المسرحي المعروف، والدكتور محمد المفتي، الناقد والمؤرخ وجراح القلب، والأستاذ الكاتب السياسي فريد أشرف الذي توفي بعد خروجه بوقت قصير . تمجيد العقيد ولحق الإهمال مجالات أخري مثل الغناء والموسيقي، إذ كانت ليبيا سباقة في هذا المجال ولها تاريخ في تعليم الموسيقي منذ أنشأ مدرسة الفنون والصنائع في القرن التاسع عشر التي كانت قد أطلقت عن طريق خريجيها حركة فنية، اسهمت في ازدهار الموسيقي في أقطار المغرب العربي، وخرجت إعلاما كبارا فاض إشعاعهم علي بلدان مثل تونس والمغرب والجزائر بينهم بشير فهمي وأحمد شاهين وجمال الدين الميلادي والعارف الجمل، وغيرهم من أساطين الموسيقي الشرقية وروادها الكبار في بلاد المغرب العربي، لكن تم إهمال هذا التراث لحساب أغاني الدعاية المباشرة، وعبادة الشخص، ولم يعد أحد يعرف كبار الملحنين والمطربين الذين حققوا شهرة واسعة في الخمسينات والستينات أمثال كاظم نديم ومحمد مرشان ومحمد صدقي ويوسف العالم وعادل عبد المجيد وسلام قدري وعبد اللطيف حويل ومحمد الجزيري ومحمد رشيد كما لاقي الإهمال جيل المثقفين من أبناء هذا المجال مثل الملحن النابغة علي ماهر وأبناء دفعته من أمثال وحيد خالد وعبدالباسط البدري وإبراهيم أشرف وعبد الجليل خالد الذين تم تهميشهم لحساب الخيمة الغنائية التي تهتم بتمجيد العقيد فيما يشبه المدائح النبوية.

اخبار الأدب والثقافة